انقطاع الطمث ومخاطر القلب والأوعية الدموية: كل ما تحتاج إلى معرفته

«إن نظام القلب والأوعية الدموية للنساء في سن الإنجاب محمي بالإستروجين. تعمل هذه الهرمونات كدرع لنظام القلب والأوعية الدموية وتنظم بشكل إيجابي البنية الأيضية. يمثل انقطاع الطمث مرحلة من التغيير العميق لأنه مع انخفاض مستويات هرمون الاستروجين، يتغير التمثيل الغذائي، ويفضل زيادة ضغط الدم ووزن الجسم. هذه العوامل بالتحديد هي التي تؤدي إلى زيادة المخاطر على القلب، لأنها تزيد من فرص الإصابة بأمراض الجهاز القلبي الوعائي «، يوضح الدكتور دي تشيزاري (Nicoletta De Cesare).

عوامل الخطر الأخرى للنساء.

بالإضافة إلى سن اليأس، هناك عوامل أخرى لها تأثير كبير على ظهور أمراض القلب والأوعية الدموية، مثل:

• مرض السكري
• والسمنة
• وارتفاع الكولسترول
• وارتفاع ضغط الدم
• والإجهاد
• نمط الحياة السلبي
• التدخين
• الاستعداد الوراثي.

يحدث مرض القلب والأوعية الدموية عادة في النساء بعد 10 سنوات على الأقل من الرجال، وذلك بسبب الحماية التي يوفرها هرمون الاستروجين حتى انقطاع الطمث. وبالإضافة إلى ذلك، فإن تشخيص أمراض القلب والأوعية الدموية هو أكثر صعوبة لأنها تظهر في صورة سريرية أقل وضوحا. في حالة مرض نقص تروية القلب (مجموعة من الشروط التي تنطوي على انخفاض في إمدادات الدم والأكسجين إلى القلب، مع مظاهر سريرية تتراوح من الذبحة الصدرية إلى احتشاء عضلة القلب).

يوضح الدكتور دي تشيزاري(De Cesare):«مرض نقص تروية القلب له العديد من الجوانب المشتركة بين الجنسين، ولكن هناك بالتأكيد خصوصيات خاصة بالنساء، والمعرفة التي ليست واسعة الانتشار. لم يكن يعرف الكثير عن التفاصيل في النساء حتى وقت قريب، لأنه في الماضي كان هناك عدد قليل من الدراسات حول هذا الموضوع وتم أخذ الرجال فقط في الاعتبار.

في عام 1991، جعلت(NIH) (وكالة حكومية أمريكية للبحوث الطبية) من الضروري إشراك النساء في البحوث، وتقييم وجود اختلافات في عوامل الخطر والأعراض والإجراءات العلاجية في كلا الجنسين.

أظهرت الدراسات أنه من وجهة نظر وبائية، تصاب النساء بمرض نقص تروية القلب (CAD) في سن متأخرة عن الرجال، خاصة بعد انقطاع الطمث. وينطبق الشيء نفسه على ارتفاع ضغط الدم. هناك أيضًا خطر متزايد للوفاة لدى النساء اللواتي عانين من احتشاء عضلة القلب، خاصة في حالات ارتفاع ضغط الدم «.

«الفرق الأول بين الرجال والنساء عندما يتعلق الأمر بمرض نقص تروية القلب هو الأعراض. تلك التي تعتبر بشكل عام نموذجية للنوبة القلبية (ألم في الصدر أو حرقان في الذراع الأيسر) هي في الواقع أكثر شيوعًا عند الرجال في منتصف العمر وأقل شيوعًا عند النساء، وخاصة الصغار منهم. في معظم الحالات، ومع ذلك، فإن الأعراض في النساء هي:

• التعب،
• وآلام في البطن في منطقة السرة وفوق العانة
• ، والشعور بالضعف، وما إلى ذلك

هذه اضطرابات شائعة في العديد من الحالات الأخرى،والتي غالبًا ما يستهان بها الطبيب، والتي يمكن أن تؤدي إلى تشخيص غير صحيح أو متأخر».

يتابع الدكتور دي تشيزاري (De Cesare):«تظهر اختلافات كبيرة بين الجنسين أيضًا في التشخيص. الأساس في تشخيص مرض نقص تروية القلب هو اختبار التمرين. تقليديا، في النساء قبل انقطاع الطمث، وهذا الاختبار يمكن أن يعطي إيجابية كاذبة (تشير إلى نتيجة مرضية، حتى في غياب المرض) أكثر من ذلك في كثير من الأحيان من الرجال. بعد انقطاع الطمث ، تنعكس هذه الظاهرة.«.

يختتم الدكتور دي تشيزاري (De Cesare):«أخيرًا، في النساء، هناك أشكال معينة من متلازمة الشريان التاجي الحادة، وهي نادرة جدًا عند الرجال. هذه هي متلازمة الانتفاخ القمي القابلة للانعكاس أو متلازمة (Tako_Tsubo) ،ما يسمى بالتشكل الخاص الذي يأخذه البطين الأيسر، على غرارشكل أداة صيد الحبار المستخدمة في اليابان.

مرض يشبه الاحتشاء من نواح كثيرة، سواء للأعراض أو للتغيرات في تخطيط القلب وإنزيمات عضلة القلب (المواد التي تطلقها خلايا عضلة القلب في الدم بسبب إمدادات الأكسجين المتواضعة مقارنة بالاحتياجات الفعلية). ومع ذلك، على الرغم من أن تصوير الأوعية التاجية عادة ما يظهر صورة للحياة الطبيعية المطلقة، إلا أن البطين يأخذ المظهر النموذجي للشخص المصاب باحتشاء حاد.

هذه المتلازمة غالبا ما تحدث نتيجة للإجهاد النفسي القوي أو نادرا تكون بسبب الإجهاد البدني (التدخل الجراحي)، ولكن الجانب الإيجابي هو أنه عادة ما يتبعه انتعاش كامل تقريبا من وظيفة البطين الأيسر. الشفاء يحدث في وقت متغير من شخص إلى آخر «.

يتابع الدكتور دي تشيزاري(De Cesare):«كما ذكرنا من قبل، فإن قلوب النساء بعد سن اليأس معرضة لخطر أكبر. لمنع ذلك، من الضروري أن تتبنى المرأة أسلوب حياة صحي طوال حياتها وخاصة أثناء انقطاع الطمث.

في البداية، يجب على النساء اتباع نظام غذائي متوازن والتحكم في وزنهنّ لتجنب زيادة ضغط الدم والكوليسترول، على وجه الخصوص، من الجيد تقليل تناول الملح (أقل من 5 غرامات في اليوم) وإعطاء الأفضلية للأطعمة مثل:

• الفواكه والخضروات
• والبقوليات
• والأطعمة منخفضة الدهون الحيوانية، مثل الأسماك،
• لحم أبيض.

يجب أن تكون اللحوم الحمراء والجبن والنقانق والحلويات والمشروبات السكرية محدودة.

بالإضافة إلى ذلك، يجب على كل امرأة ممارسة نشاط بدني منتظم: ممارسة الرياضة والمشي أيضًا لمدة 30 دقيقة على الأقل يوميًا، واتخاذ الدرج بدلاً من المصعد؛ أيضا، وعدم التدخين وتقليل استهلاك الكحول.

أخيرًا، لتقليل شدة الهبات الساخنة والخفقان، يُنصح بعدم تجاوز استهلاك القهوة والأطعمة الغنية بالتوابل وارتداء عدة طبقات من الملابس الرقيقة والقابلة للتنفس «.